فى مقال للكاتب محمد سلماوى بجريدة المصري اليوم
ذكر الكاتب القواعد العشر السحرية التي تتبعها الصحافة ووسائل الإعلام في الدول الغربية في تغطيتها للشرق الأوسط، والتي قال إن بفضلها تصبح قضية الصراع العربي - الإسرائيلي واضحة ومحسومة أمام الرأي العام الغربي.
والقاعدة الأولي هي أنه في أي اعتداء، يحدث بين العرب وإسرائيل، فإن العرب هم دائماً البادئون، أما إسرائيل فهي دائماً في حالة دفاع عن النفس.
والقاعدة الثانية هي أن الفلسطينيين واللبنانيين وجميع الجنسيات العربية الأخري ليس لديهم الحق في قتل المدنيين الإسرائيليين، فهذا تسميه الصحافة الغربية إرهاباً
والقاعدة الثالثة أن إسرائيل لديها كل الحق في قتل المدنيين من أي جنسية عربية، وهو ما تسميه الصحافة الغربية الحق المشروع في الدفاع عن النفس.
والقاعدة الرابعة هي أن إسرائيل حين تتمادي في قتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين فإن القوي الغربية تكتفي بدعوتها لضبط النفس، وهو ما تسميه الصحافة الغربية موقفاً إيجابياً للمجتمع الدولي.
والقاعدة الخامسة هي أنه ليس من حق الفلسطينيين أو اللبنانيين احتجاز العسكريين الإسرائيليين حتي لو كان عددهم محدوداً للغاية، ولا يتعدي اثنين أو ثلاثة أو حتي واحد، كما في حالة الجندي شاليط.
والقاعدة السادسة هي أن إسرائيل لديها كل الحق في احتجاز أي عدد تريده من الفلسطينيين حتي لو وصل عدد الأسري في سجونها إلي ١٢ ألفاً من بينهم النساء والشيوخ، وما لا يقل عن ٣٠٠ طفل، وأنها غير مطالبة بإثبات أي تهمة عليهم.
والقاعدة السابعة أنه كلما ذكرت الصحافة الغربية ووسائل الإعلام اسم حزب الله يجب أن تقرنه بتعبير «الذي تدعمه إيران».
والقاعدة الثامنة أنه عند ذكر اسم إسرائيل فيجب الامتناع تماماً عن قول «التي تدعمها الولايات المتحدة وبقية القوي الغربية» حتي لا يبدو أن الصراع في الشرق الأوسط غير متكافئ.
والقاعدة التاسعة هي عدم الحديث مطلقاً عن أن الأراضي التي يحدث فيها كل ذلك هي أراض محتلة، كما لا يجب الحديث أيضاً عن قرارات الأمم المتحدة، ولا عن خرق القوانين الدولية وانتهاك اتفاقية جنيف، فذلك يمكنه أن يؤثر علي مشاعر الجمهور ويصيبه بالاضطراب النفسي.
والقاعدة العاشرة أن الإسرائيليين يتحدثون الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية أفضل بكثير من العرب من جميع الجنسيات، لذا فإن أجهزة الإعلام الغربية تجد نفسها مضطرة لأن تعطي للإسرائيليين والموالين لهم مساحة أكبر بكثير من العرب في برامجها وتحقيقاتها الصحفية، وهو ما يبرر جميع القواعد المذكورة عاليه، من واحد إلي عشر، وذلك ما يعرف في الغرب بـ«الموضوعية الصحفية».
ولقد أوضح الصديق الذي أرسل لي المقال أنه يشعر بالامتنان لكاتبه الفرنسي، لأنه بفضل تلك القواعد التي كانت خافية عليه، رغم أنها مطبقة بكل دقة في جميع وسائل الإعلام الغربية، أصبح الآن يفهم قضية الشرق الأوسط بكل تفاصيلها، ولا يجد فيها ما يثير اللبس أو الغموض، فالحق بينّ والباطل بينّ، والمقصود بالحق طبعاً هو كل ما تفعله إسرائيل، أما الباطل فهو ما يفعله العرب، حتي لو لم تقل الصحافة ذلك صراحة، فالقارئ الغربي قارئ فطن لا يحب أن تقال له الأشياء بشكل مدرسي مباشر، بل يفضل أن يوحي بها، ويكفي أن تكون تلك هي قناعة من يتصدون لنقل أحداث الشرق الأوسط حتي ينعكس ذلك علي ما يقدمونه في مقالاتهم. وبرامجهم التليفزيونية، فتتحول تلك القواعد مع الوقت إلي قناعات مسلم بها من جانب الجمهور أيضاً.
ولقد رددت علي صديق قائلاً: بل هي قناعات نؤمن بها نحن العرب أيضاً، لذلك تجد قادتنا يقدمون المبادرة العربية للسلام، ويعيدون تقديمها في كل اجتماع قمة، حتي في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة العنف الإسرائيلي، ويتوعد المسؤولون العسكريون الشعب الفلسطيني بمحرقة أو «هولوكوست» تفوق كل ما عرفه التاريخ، فالحق بينّ والباطل بينّ.
المقال وبما يحتويه من نقاط هامة جدا ومعلومات يهمنا على الصعيد العام والخاص فى مدونة كلنا مقاومة