مشهد آلفناه كثيرا واعتدنا عليه فى الذهاب والاياب
تلك المشهد الذى اصبح سيناريو معاد من فيلم ممل ورتيب
نعم انا غير راضى عن الباعة الجائلين وما يفعلونه على الارصفة ولا فى نهر الطريق ولا هروبهم كالفئران المذعورة لكن لابد ان يكون هناك بديل لتلك الفئة من الشعب لكى يستطيعوا الحصول على لقمة العيش وقدر بسيط من عيش الادميين نعم انهم يسيئوا الى المنظر العام ولم يحافظوا على نظافة الشارع ولا ادب الطرقات .. لكن ما السبيل امام سيدة عجوز لا تملك من قوت يومها الا ما تبيع من بعض الجبن او الفاكهة او رجل مسن مسئول عن اسرة يقف ليبتاع بعض من الجوارب او الحلويات ، او شاب ابتعد عن سكة الضياع وترك المقاهى ولم ينتظر الوظيفة الميرى ووقف يبيع اكسسوار وملابس ...
ما السبيل امام هؤلاء وهم لا يمتلكون من حطام الدنيا الا ثمن تلك البضاعة ولا يمتلكون ثمن ايجار او تملك بعض المحلات او يحلمون بمتر فى تلك المنطقة .. لماذا نطاردهم سويعات ونتركهم ساعات ونحن على يقين انهم سوف يعودوا مرارا وتكرارا . . لماذا لا نطرح الحلول والبدائل ؟؟؟ لماذا تلك الغلظة وعدم الانسانية فى معاملة البشر فهذا يتم تدمير بضاعته وتلك يتم بعثرت فاكهته وذاك يسحق بالاقدام ويسحل هناك سيدات ورجال بلغوا من الكبر عتيا تجدهم فى قيظ الصيف وبرد الشتاء فى اماكن صعب ان تقف فيها ثوان معدودة ولكن لقمة العيش وشغف الحياة . وربما ترى شاب من رجال الاشغالات يمارس قوته وبلطجته على رجل مسن او سيدة عجوز وربما كان هذا الشخص اكبر سنا من والديه .
ننتقل الى الشوارع الجانبية وترى الباعة واصحاب المحلات وقد اغلقوا الشارع تماما ولا يجوز لاحد من المارة ان يعترض .. لماذا نكيل بمعيارين فى كل شىء . هل لان اصحاب المحلات بياخدوا اتاوة من الباعة الواقفين امام محلاتهم وهم يدفعون الرشاوى والاتاوات لرجال الحى لكى يتغاضوا عنهم ام لماذا ؟؟؟ المصالح الحكومية و الاحياء حدث ولا حرج بمجرد دخولك الى مقر الحى او المصلحة تسمع درر من الامثال والاقاويل ما انزل الله بها من سلطان .
الشاى بتاعنا يا باشا والسجاير( والله يا عمنا بطلت الشاى وغير مدخن والحمد لله )
اللى ليه ضهر عمره ما ينضرب على بطنه !!
الجنيه غلب الكارنيه !!
ابجنى تجدنى !!
اكرامياتنا وعمولاتنا .. وهكذا
الدرج مفتوح يا باشا !!
فتح دماغك شيلنى واشيلك .!!
وكلها مصطلحات والفاظ تنم عن الرشوة والفساد فى مصالحنا الحكومية اطال الله فى عمرها !!
نعم كل ما أمر بمصلحة حكومية اجد نفس المصطلحات وكانه اصبح ناموس الحياة فى عصرنا الحاضر واتذكر كلمات الراحل بيرم التونسى فى قصيدته بائع الفجل فى مطلع القرن الماضى والذى انتقد فيها المجلس البلدى ( شبيه بالاحياء والضرائب فى عصرنا الحاضر ) والذى يقول فيها :
امشى واكتم انفاسى مخافة ... ان يعدها عامل للمجلس البلدى
ما شرد النوم عن جفنى القريح سوى طيف الخيال ...خيال المجلس البلدى
اذا الرغيف أتى ، فالنصف اكله... والنصف اتركه للمجلس البلدى
وان جلست فجيبى لست أتركه ...خوف اللصوص وخوف المجلس البلدى
وما كسوت عيالى فى الشتاء ...ولا فى الصيف الا كسوت المجلس البلدى
كأن امى بل الله تربتها ...اوصت فقالت : اخوك المجلس البلدى
أخشى الزواج اذا يوم الزفاف أتى ... ان ينبرى لعروسى المجلس البلدى
وربما وهب الرحمن لى ولدا فى بطنها ... يدعيه المجلس البلدى
وان اقمت صلاتى قلت مفتتحا ...الله اكبر باسم المجلس البلدى
استغفر الله حتى فى الصلاة... غدت عبادتى نصفها للمجلس البلدى
يا بائع الفجل بالمليم واحدة ... كم للعيال وكم للمجلس البلدى .
ياااااااااه الواضح ان مصر طول عمرها كده .. يا ترى ستظل الى متى ؟؟؟ الله اعلم ...